الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية لا لتصفية الحسابات مهما كانت الانتماءات

نشر في  29 أكتوبر 2014  (10:38)

استمعت الى بعض التخوّفات من قبل أقلّية من النهضويين بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعيّة.. ولئن كنت أتفهّم بعضها، فأنا لا أتصوّر أنّ الحكومة الجديدة التي ستنبثق عن نداء تونس ستعمد الى التشفّي والانتقام وتصفية الحسابات.. فلا يمكن أخلاقيا ولا سياسيا معاداة حزب أو تهديد أعضائه  بتعلّة أنه الحزب الثاني في تونس.. فكل التونسيين الديمقراطيين والحكومة المقبلة سيحمون الحرمة الجسدية لكلّ تونسي في نطاق احترام القانون وإن تمّ إقصاء كبار من ساهموا في تفشي العنف والارهاب والفساد في عدد قليل من الوزارات..
انّ تونس شعب يعدّ 12 مليون نسمة ما بين ندائيين ونهضويين ويساريين وحداثيين، ولا يعقل أبدا إقصاء أيّ كان اذا كان يختلف في القناعات مع من هو في السلطة..  انّ كل مواطن يحترم القانون له الحق في العيش في هذه الأرض الطيّبة وتعاطي السياسة دو اي خوف وان حاولت لجان «حماية» الثورة وبعض المتحزّبين ترويع الديمقراطيين وتهديد اتحاد الشغل وقتل مدنيين وعسكريين!
انّ تونس بحاجة الى المصالحة، لا الى المشانق وتصفية الحسابات.. انّ القانون هو الفيصل الوحيد بين المواطنين، وحتى مع من طالب بقطع أيدي المعارضين والنّقابيين أو حرّض على تعنيف الإعلاميين والتغلغل في مفاصل الدولة.
انّ المطلوب ـ وأكثر من أيّ وقت مضــى ـ  هو أن تحمي الحكومة المقبلة كل التونسيين الذين يحترمون القانـــــون وان ترســي ـ فعلا ـ دولة القانون والمؤسسات وتقضي على دولة الحزب الواحد.. فالاسلاميون الذين يحترمون القانون هم إخوتنا ولن يمسهم سوء وان تضرر الديمقراطيون من نظام الترويكا!
انّ فتح صفحة جديدة وتأسيس علاقة تقوم على الاحترام المتبادل في نطاق التنافس السياسي النّزيه بين كل الأطياف السياسية  واجب أخلاقي وسياسي في انتظار استئصال الأفكار التي تعتبر انّ تونس غنيمة...
فشكرا لكلّ الحمائم داخل كلّ الأحزاب مع التذكير بأنّ شعب هذا البلد العظيم سيرفض كلّ أشكال الهيمنة سواء كانت مقتنعة بالدين أو بالمدنية.

المنصف بن مراد